في السنوات الماضية، أذهلنا الذكاء الاصطناعي بقدراته المتخصصة: الإجابة عن الأسئلة، كتابة النصوص، إنشاء الصور، والمزيد. ولكن، كل هذه الإنجازات تنتمي لما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي الضيق" (Narrow AI)، أي أنه مخصص لمهام محددة.
اليوم، يبدأ الحديث بجدية عن شيء أكبر بكثير: الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، القادر على التفكير، التعلم، وحل المشكلات بشكل مرن تمامًا كالبشر.
ما هو الذكاء الاصطناعي العام (AGI)؟
AGI يعني تطوير أنظمة قادرة على فهم أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، وتنفيذها بكفاءة مشابهة أو حتى أفضل. ليس فقط لعب الشطرنج أو كتابة الشعر، بل أيضًا التفكير النقدي، الإبداع، اتخاذ القرارات، وفهم المشاعر المعقدة.
أين نحن اليوم؟
-
شركات مثل OpenAI وDeepMind وAnthropic تتسابق لتطوير أنظمة تقترب من قدرات AGI.
-
نماذج لغوية مثل GPT-4 وGPT-5 تُظهر بدايات مرونة عقلية مدهشة.
-
استخدام تقنيات جديدة مثل تعلم التعلم (Meta-Learning)، والتفكير المتسلسل (Chain of Thought Reasoning) لدعم الذكاء الأكثر شمولية.
التحديات الكبرى:
-
الوعي الذاتي: حتى الآن، لا توجد خوارزمية يمكنها أن تكون "مدركة" لوجودها.
-
الأخلاق والسيطرة: كيف نضمن ألا يتصرف AGI بطريقة ضارة؟
-
فهم السياق العميق: البشر يفهمون الرموز، النكات، والمشاعر بمرونة عالية، بينما الذكاء الاصطناعي ما زال محدودًا.
التأثير المستقبلي:
إذا تمكنا من تطوير AGI، فقد نشهد:
-
حلولاً مبتكرة للمشكلات الكبرى: كالأمراض، الفقر، تغير المناخ.
-
تغيرات جذرية في سوق العمل والتعليم.
-
تحديات اجتماعية هائلة تتعلق بالخصوصية، السيطرة، وأمن البشرية.
بعض الخبراء مثل سام ألتمان (الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI) يتوقعون أن ظهور AGI قد يحدث خلال العقد القادم، وربما في وقت أقرب مما نعتقد.
الذكاء الاصطناعي العام قد يكون أعظم اختراع بشري... أو أكبر تهديد. ما زلنا في البداية، ولكن السؤال الحقيقي ليس "هل نستطيع صنعه؟" بل "هل نحن مستعدون لتحمل مسؤولية ما قد يحدث بعد ذلك؟".